أنشودة الطير
سمعت الطيوربواد هناك
تغني بهمس حزين
أغاني الحياة
وكنت قديما أحب الغناء
تقول : قبيل الشروق نحب الحياة
وبعد الغروب نحب الممات
فذاك الظلام يثير القلق
ركود .. جمود .. وصمت كئيب ...
فما من طلوع لبدر ينير سماء الدجى
وما من شروق غداة الصباح لشمس تضيئ
فحتى النهار يصير ظلام!!
سئمنا المنام .. سئمنا الركود.. سئمنا الخنوع
فهل من مكان ؟
لبث الشجون .. لدفع الضجر
فحتى الأنين
نكاد نبين
فأين السبيل؟وكيف الفرار؟
وياللعذاب
أطلنا انتظار
نفيق لوقت قصير وبعد كثير
نحس بضيق .. نعاني الألم
أخيرا نغيب.. وبعد نصيح
نجوم الأفق!!
وأين النجوم؟
فمنذ زمان دخلنا الظلام
وصرنا به سرابا بقاع
ونور الوجود نخال بعيدا
فأين السبيل ؟ وكيف الهروب ؟
ظلام الوجود يشج المقل
يسد الطريق أمام الفرار
فهاه الحصار
وهاه الخناق يضيق
وشوك القتاد يصيب الفؤاد
وليس الوحيد
فوحش الظلام يمص الدماء
ويضفي الستور أمام الضياء
ينادي يقول : بقيت .. بقيت
وهل من بقاء بهاذي الحياة ؟
وتأتي السيول بجرف خطير
تفور .. تموج .. تثور...
تصب الجميع بقاع المحيط وما من مفيق
فهول السيول بذاك الظلام
يميت الشعور
وهل من نشور
حرام ! حرام !
علينا البقاء بهاذا لوجود حرام
فهيا الرحيل لقصد الحياة
وفك القيود سئمنا الحصار
وصهر الجهود لنقب الجدار
مللنا الركود وعفنا المنام
أزيحو الستار عن آت سعيد.. كأمس فقيد
بناه الجدود
ويا للأسف هدمنا البناء